عملية استئصال امرأة أخرى من عصب القلب
كنت في كل مرة أقوم فيها بإجراء تلك الجراحة المؤلمة أظن أنها المرة الأخيرة، ثم أكتشف وأنا أقوم بإجرائها في المرة اللاحقة أنها لم تكن كذلك.
هي جراحة معقدة ومؤلمة إلى أقصى حد ولكنها دائما مضمونة النتائج ومهما يطول الوقت اللازم للتعافي منها وبرغم أنه ليس بإمكان قلبك أن يعود بعدها لحالته الأولى بشكل كلي فإن نسب نجاحها تصل إلى مائة في المائة؛ فباستثناء مسرحيات شكسبير هل قد سمعنا من قبل عن رجل قد مات لأنه انتزع امرأة من عصب قلبه؟
أسوأ ما في الأمر أنك لا تجد نفسك مضطرا لإجراء تلك الجراحة إلا بعد أن تكون من تريد انتزاعها من عصب قلبك قد تسربت إلى دمك وامتدت إلى أطرافك العصبية بشكل يؤلم بشدة التخلص منه، ويؤثر بشدة على وظائف حواسك التي تعودت لزمن طويل على أن تدركها هي بالذات فباتت لا تستطيع إدراك غيرها. ومن الوارد أيضا أن تعاني من حالة متقدمة تكون فيها قد تسللت إلى خلايا ذاكرتك وامتلكت الجزء الأكبر من ذكرياتك تاركة داخلها رصيدا من الذكريات المشتركة التي يكون التخلص منها هو أشد ما في هذه الجراحة إيلاما وخصوصا إذا كان حظك من التعاسة بحيث يندر ان تجد في كل ما يحيط بك مكانا لم تكونا فيه سويا في يوم من الأيام أو شيئا لم تفعلاه معا قبل ذلك. وفي تلك الحالة كثيرا ما يتسرب أمام عينيك شيئ يثير بداخلك ذكرى من تلك الذكريات فتشعر حينها فقط أنك أجريت منذ وقت قريب جراحة في القلب
عادة ما تختلف الأسباب التي تؤدي إلى تلك الحالة من شخص لشخص ومن حالة إلى أخرى، ولكن كجميع جراحات القلب ودون أن تدري كيف حدث ذلك تجد نفسك مضطرا لاحتمال آلام الجراحة التي لا تطاق أو مخيرا في أن تظل أبدا عرضة لنوبات من الألم لا تنتهي، غير أن الفارق هنا أنك في الحالتين لا تموت
Basem Fathy
Cairo - July 28, 2010